الجمعة، 18 فبراير 2011

سقوط مبارك كان تراجيديا وسوزان كانت تحلم بسلالة سياسية


تناولت مجلة "نيوزويك الأمريكية" قصة حياة الرئيس السابق محمد حسني مبارك بشكل مفصل في موضوع تحت عنوان"تراجيديا حسني مبارك" ، وهو نفس الوصف الذي وصف به السفير الأمريكي الأسبق في مصر دانييل كيرتز سقوط مبارك بقوله إن نهاية مبارك كانت تراجيدية حيث أنه وجده نفسه وحيدا في وجه الطوفان.وقال السفير السابق إن قصة سقوط مبارك تختلف عن قصة سقوط نظيره الديكتاتور التونسي زين العابدين الذي جمع هو وأسرته أموال تونس، فمبارك وعلى الرغم من كل التقارير التي تشير إلى أن ثروته تبلغ ما بين 40 و 70 مليار دولار هو وأسرته، إلا أنها بنسبة كبيرة قد تكون أرقاما غير صحيحة، حيث يرى الكثير من الدبلوماسيين المصريين أن تلك الأرقام مبالغ فيها.وقالت المجلة إنه على الرغم من كل الاحتجاجات التي كانت تملأ الشوارع المصرية، إلا أن عائلة مبارك طوال فترة الاحتجاجات كانت مقتنعة أن الرئيس فعل ما بوسعه من أجل مصلحة الوطن، وقالت السيدة الأولى المصرية سوزان مبارك لأحد أصدقائها الموثوقين بنبرة حزينة ومحبطة "سنرحل، لقد فعلنا ما بوسعنا".وقالت المجلة إن الرئيس لم يكن يتخيل أن تكون نهايته بهذا الشكل، فالرئيس الذي كان قائدا للقوات الجوية في حرب أكتوبر والذي اختاره السادات ليكون نائبا له على الرغم من أن طموح مبارك نفسه لم يكن يحلم بهذا المنصب وكانت أقصى أمنياته هو أن يكون سفيرا لمصر في إحدى الدول الأوروبية ، لم يتحمل أن يكون خروجه من الحكم بهذا الشكل المهين.وتنقل المجلة أن سوزان مبارك أذكى من زوجها بكثير ، كما أن طموحها يفوق طموح زوجها، كما أنها كانت أكثر إدراكا ووعيا بالعالم الخارجي أكثر من مبارك والدائرة المحيطة به.وقالت المجلة إن سوزان كان لها طموحات سياسية كبيرة فيما يتعلق بأبنائها وأحفادها ، فكانت تسعى لبناء سلالة سياسية تمتد لأجيال ، فعلاء نجلها الأكبر كان رجل أعمال شهير كما أنه كان شديد الولع بالأنشطة الرياضية وهو ما أكسبه سمعة شعبية واسعة بين المصريين، أما الابن الأصغر جمال فكان هو أمل سوزان في أن يحمل الراية من والده ليكون القائد السياسي للإرث السياسي الذي تحلم به سوزان.وقالت المجلة نقلا عن زياد علي رفيق جمال مبارك في الدراسة إن جمال كان طالبا مجتهدا في دراسته لكنه لم يكن يوما رجل سياسة، فهو كثير القراءة والإطلاع كما أنه مصرفي ممتاز.وقال علي الذي شارك في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط مبارك إن جمال يبدو متكبرا وذا طله مستعلية إلا أنه ليس كذلك على الإطلاق، أن مشكلة جمال الكبرى هي أنه غير اجتماعي، وليس لديه كاريزما كما أنه ليس شخصا اجتماعيا بطبعه، فهو قد يكون شابا متعلما ويمثل واجهة جيدة لبلاده إلا أنه ليس قريب من الشعب، فهو شديد النفور منه، وبالتالي فهو ليس مؤهلا للحكم أو القيادة.وقالت المجلة إن الرئيس كان محاطا بمجموعة من المستشارين الذين يمنعون عنه ما يدور في العالم من حوله، وكان وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف هو أكثر عناصر تلك الحاشية تمتعا بسمعة سيئة، حيث تسلق سلم السلطة من خلال منصبه الأمني الذي كان يستخدمه في تصوير الناس في أوضاع مخلة، ليأتي جمال مصطحبا حاشية جديدة استولت على مصر استيلاءً اقتصاديا أكثر منه سياسيا، لتفرز شخصيات مثل أحمد عز ملك الحديد وغيره من رجال الأعمال الذين دخلوا السياسة عبر بوابة جمال مبارك وخططه الاقتصادية

الاثنين، 14 فبراير 2011

عبدالناصر و الكويت

الشيخ عبدالله السالم والرئيس جمال عبدالناصر "رحمها الله" في مؤتمر القمة العربي بالقاهرة عام 1964



الراحلان الشيخ صباح السالم والرئيس عبدالناصر "رحمهما الله" في مطار القاهرة عام 1970


صورة ضمت 3 من أمراء دولة الكويت مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر - من اليمين : المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح و صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد "حفظه الله ورعاه"والرئيس الراحل عبدالناصر "رحمه الله" والمغفور له الشيخ جابر الاحمد الصباح و الشيخ جابر العلي السالم الصباح "رحمه الله" - بزيارة للقاهرة في ستينات القرن الماضي .


*****


إضـــــاءات كـويـتـيـة مــشـرقـــة

في 19 يونيو من عام 1961 انسحبت بريطانيا من الكويت و أعلن استقلالها و بعد 5 أيام فقط ، كشف عبد الكريم قاسم رئيس الجمهورية العراقية آنذاك عن نواياه الخبيثة بالمطالبة بالكويت وفق مزاعم كاذبة وباطلة .وفي 10 يوليو استقبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه و الوفد المرافق له بعضوية كل من : المرحوم عبد العزيز الصقر والمرحوم نصف اليوسف النصف ويوسف الغانم و حمد العيسى وعبد العزيز الصرعاوي وبدر النصر الله واجتمع الوفد مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وشرح له موقف الكويت وأبدى الرئيس جمال عبد الناصر تأييد مصر للكويت وقضيتها العادلة . ووقف رائد الوحدة العربية وزعيمها جمال عبد الناصر مع الكويت متضامنا معها سياسيا وعسكريا وأرسل القوات العربية للدفاع عنها ، فقد صان استقلال الكويت وهى دولة وليدة أمام أطماع عبد الكريم قاسم





*****


أحمد السقاف شاعر الكويت النابض كان شديد التأثر بغياب عبدالناصر فنعاه بقصيدته " النسر " بمناسبة ذكرى مرور عام على رحيله بمطلع شهر أكتوبر عام 1971 في القاهرة، فقال :


أنت باق ولم تزل في الوجود في قلوب وفي عيون سود الجماهير

نورها أنت في الليل وإلهامها إلى المنشود حبّها حُب عابد قدّم النفس

وأهدى العنان للمعبود ما شكت دربك الطويل وقد كانت تمني الخطى

بدرب جديد أنت علمتها الصعود إلى المجد وعلمتها احتمال الصعود




*****



وزير المالية الكويتي السابق "عبدالرحمن العتيقي" قال لوفد مصري زار الكويت بعد رحيل عبدالناصر : إن آرائي كانت بعيدة عن آراء جمال عبدالناصر ، ولكن دعونا نكون صرحاء .. لقد سمعت من بعضكم كلاما عن التجربة الديمقراطية في الكويت ، وأقول لكم بصراحة إن هذه التجربة ما كانت لتحدث لولا تأثير جمال عبدالناصر ، فاتقوا الله فيه وفينا




*****




في زيارة السادات للكويت عام 1975 انتهز نواب في البرلمان الكويتي من كل الاتجاهات الفرصة، ليرد كل منهم في تعليقه على أن نجاح الكويت في المفاوضات وفي امتلاك بترولها كله، أنه لابد في هذه المناسبة من ذكر جمال عبد الناصر الذي كان أول من قال: "بترول العرب للعرب" في وقت كان يبدو فيه هذا الكلام حديث خرافة وكان جزء من هذه الخطابات مقصود به أن يسمع عنه السادات وفي الليل أقيمت للسادات مأدبة عشاء رسمية وحدث حادث غريب مفاجئ إذ تقدم إلى السادات أحد كبار القوم من الكويتيين وقال له على مسمع من الموجودين المحيطين: "يا سيادة الرئيس! نحن لا نقبل أن يقال في مصر أن جمال عبد الناصر قد اختلس عشرة ملايين جنيه وأنا شخصياً - ويشهد كل الإخوان الواقفين- كنت ضد جمال عبد الناصر، وكنت ضد حرب اليمن بالذات ولكن أن يقال أن جمال عبد الناصر الذي كانت خزائن مصر كلها في يديه، وخزائن العرب إذا شاء، قد اختلس عشرة ملايين دولار فهذا عار على الأمة العربية كلها التي كان جمال عبد الناصر -شئنا أم أبينا- رمزاً لها في العالم كله. وإنني أطلب من سيادتكم أن تقول لنا أي مبلغ ترون أنه في ذمة جمال عبد الناصر للخزانة المصرية، وسوف ندعو الشعب الكويتي للتبرع به وتسديده عنه وسيجمع الشعب الكويتي أي مبلغ في أقل من 24 ساعة