الاثنين، 11 أكتوبر 2010

الأفضلية للقتلة !


جائزة نوبل جائزة عالمية تُمنح منذ عام 1901 سنويًا تخليدًا لذكرى العالم السويدي ألفريد نوبل، لأبرز الأعمال في مجالات: الكيمياء والفيزياء والأدب والطب والسلام، وتعد الجائزة أعلى مرتبة شرف تمنح في العالم، وتتكون من ميدالية ذهبية مرسوم عليها صورة ألفريد نوبل وشهادة تقدير، ودبلومة، وأيضًا مبلغ مالي يصل إلى 10 ملايين كرونة سويدي، أي أكثر من مليون دولار أمريكي.

لذا فإن الجدل الذي كثيراً ما يثور عندما تمنح الجائزة لجهة ما خصوصاً بسبب التسييس الواضح الذي يتحكم باعتبارات منحها.
وللاسف فإن جائزة نوبل فقدت مصداقيتها وجائزة نوبل للسلام خصوصا قد تحولت اداة سياسية في خدمة السياسات الموالية للغرب. و اكدت لجنة نوبل احكامها المسبقة مثلا عندما اعطت هذه الجائزة الى مجرمين وسفاحين من امثال : مناحيم بيغن و اسحق رابين و شيمون بيريز وحتى عندما منحت نفس الجائزة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما بناء على آماله وليس افعاله جائزة نوبل للسلام مع إن فترة رئاسته الحقيقية لا تتعدى أشهر معدودة عندما استلم الجائزة لكن الثابت إن الرئيس الأمريكي لم يأت بجديد انما قام ببعض الخطابات الرئاسية هنا وهناك !!ولكن كخطوات جادة لتحقيق أي سلام فهو ما لم يحدث حتى الآن !
كما كان من الواضح أن النيات، لا الأعمال، هي المعيار الذي منحت الجائزة على أساسه، مع غياب أية قرينة تدل على إمكانية الثقة بصدق تلك النيات. صحيح أن اللجنة أبرزت موقف أوباما الداعي إلى عالم بلا أسلحة نووية، وخطابه الانفتاحي على الإسلام، وجهوده من أجل العملية السلمية في الشرق الأوسط، لكن ذلك يظل أقرب إلى إثارة السخرية منه إلى بعث الأمل والتفاؤل بتغيير حقيقي.
يبدو ذلك واضحاً من خلال نظرة سريعة تلقى على قائمة الفائزين بجائزة نوبل للسلام. ففي أيام الصراع مع ألمانيا النازية، منحت الجائزة لشخصيات ألمانية معادية وعند نشوب الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، كان الفائزون بالجائزة من المنشقين أو المعترضين على النظام الشيوعي وفي ظل الصراع العربي الصهيوني وميل العرب الى الاستسلام وليس السلام ، تبرز أسماء بيغين والسادات، ورابين وبيريز. وفي ظل الهجمة على إيران تمنح الجائزة لشيرين عبادي. ومن مظاهر التسييس كثرة عدد الرؤساء والمسؤولين الأميركيين الحاصلين على الجائزة من ويلسون وروزفلت إلى كارتر وكلينتون وكيسنجر وآل غور وصولاً إلى باراك أوباما. كل هذه الاسماء وغيرها تجعل من جائزة نوبل أداة من الأدوات التي يستخدمها الغرب. لكن كل ذلك لا يجدي بدليل الجدل المتصاعد حول مصداقية الجائزة وشرعيتها. وتكاثر المجرمين في صفوف حائزيها.
ثم إن مراقبين كثيرين في العالم استغربوا هذا الاختيار القاضي بمنح جائزة نوبل للسلام لرئيس بلد يخوض أكثر من حربين كبيرتين خارج حدود بلده، وينشر القواعد العسكرية في ربع أقطار العالم، اللهم إلا إذا كان السلام قد تحول، بالنسبة للجنة المانحة، إلى مفهوم يشتق معناه من قاموس بيغين وبيريز وكيسنجر وريغان.!!